أنشر المقال

ترجمة سيدي يوسف بن علي

باسم الله نشرع في هذه السلسلة بالكتابة عمّن أجمع الناس على البدء بزيارته من السادات السبعة ألا وهو سيدي أبو يعقوب يوسف بن علي المبتلى رضي الله عنه يقول العلامة اليوسي في مطلع نظمه على السادات سبعة رجال بمراكش لاحت نجوم طوالع ☆☆ جبال رواس بل سيوف قواطع فمنهم أبو يعقوب ذو الغار يوسف ☆☆ إليه تشير بالأكف الأصابع قال ابن المؤقت في السعادة الأبدية : [هو العارف بربه، الراضي بقضائه في سره وجهره، الولي الصالح، الكوكب الواضح، أبو يعقوب يوسف بن علي، دفين الغار. كان رضي الله عنه من مشاهير مشايخ هذه الحضرة المراكشية، ومن كبار أهل الخصوص والمزية.] أما نسبه، فقد ذكر الإمام المؤرخ محمد الصغير الإفراني المراكشي أنه صِنهاجي نسبة إلى صنهاجة قبيلة من قبائل المغرب، وأصلها من عرب اليمن من حِمير على قول جماعة من علماء النسب واقتصر عليه صاحب القاموس وكذلك ابن خلكان على خلاف بينهم معروف، و يقال أنه من ذرية الأقمر بن الأزهر الحميري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا جاء في بعض التقاييد. وجاء أيضا في التشوف للتادلي [ .. و منهم أبو يعقوب يوسف بن علي المبتلى تلميذ الشيخ أبي عصفور، كان بحارة الجذمى وبها مات في شهر رجب عام 593ه ودفن خارج باب اغمات عند رابطة الغار، واحتفل الناس بجنازته وكان كبير الشأن فاضلا زرتُه مرارا ورزقني الله منه محبة ومودة، وكان صابرا راضيا سقط بعض جسده في بعض الأوقات فصنع طعاما كثيرا للفقراء شكرا لله تعالى على ذلك. وسمعت أبا الحسن علي بن سحنون يقول : حضرتُ غسل أبي يعقوب وكان الفقيه أبو علي ابن صمغ يغسله فقال رأيته الآن وأنا أغسله يتبسم رحمه الله تعالى] وكان يُعرف سيدي يوسف بن علي عند الناس بصاحب الغار، لأنه كان يتعبد بغار في حارة الجذمى بالقرب من باب اغمات، وكانت تسمى أيضا برابطة الغار. ولازال هذا الغار موجودا إلى اليوم في ضريح سيدي يوسف بن علي وبه دفن، ويمكن الدخول إليه عبر درج صغير، أما التابوت الظاهر للعيان بوسط الضريح فهو امتداد رمزي للقبر الموجود بداخل الغار لا نعرف الكثير عن نشاطه العلمي والتربوي إلا أنه أخذ عن الشيخ أبي عصفور وهو من جلة مشايخ التربية بالحضرة المراكشية في ذلك الوقت، وهذا الأخير من كبار تلامذة الشيخ الولي أبي يعلى. فقد كان اهتمام المصادر مركزا على إصابته بالجذام حتى إنه لُقب بالمبتلى، وأصبح يُضرب به المثل في الصبر إلى حد تشبيهه بالنبي أيوب عليه السلام، ونظرا لموقف يوسف من مصابه رُفع قدرُه عند العامة والخاصة، فاعتبر من أركان الخير والصلاح بمراكش وعُدّ من سبعة رجال يقول سيدي محمد بن أحمد بوستّة المدعو بسيدي أمّان في كتابه بلوغ الآمال في ذكر مناقب السادات سبعة رجال : [ .. يُعلم من ترجمة سيدي أبي يعقوب يوسف بن علي أن الله سبحانه حلاه بهذه المقامات الثلاث وهي الصبر على البلاء، والشكر على ما أعطى، والرضى بما قضى وهي من مقامات اليقين المشار إليها في نظم ابن عاشر يجاهد النفس لربِ العالمين ☆☆ ويتحلّى بمقامات اليقين خوفٌ رجا شكرٌ وصبرٌ توبه ☆☆ زهدٌ توكُّلٌ رضا محبّه فقد كان رحمه الله مدرسة في الصبر بحيث أنه غطى على جوانب أخرى من حياته مجسدا هذا المعنى العظيم في شخصه المبارك حتى قال عنه سيدي محمد الصغير الإفراني في "درر الحجال" [الشيخ الذي أظهر ماء السر بعدما غار، وأبدى من مقام الرضى ما استحيى منه كل عارف وغار، أبو يعقوب سيدي يوسف بن علي صاحب الغار] بوأختم بقصة بناء ضريح سيدي يوسف بن علي على شكله الحالي، فيروي محمد الصغير الإفراني في "درر الحجال": [وكان قبره في قعر الغار، ينزل الناس إليه بمدارج في مكان مظلم. ولم يكن عليه من البناء إلا القليل. فلما كان عام 1234ه جاء سيل جارف فدخل الغار والمسجد وهدم بيوت القرية المستندة على الغار، وضاع بسبب ذلك مال كثير، فاحتفل والي المدينة إذ ذاك في البناء على أبي يعقوب، فشيد القبة الموجودة الآن. واحتفر الغار كله إلى أن صار ضريح أبي يعقوب بارزا للشمس، وأراد أن يتركه كذلك، فقيل له لو غيبت ضريحه كما كان قبل لكان أولى، فسقف على ضريحه فوقه أعمدة، تم بنى القبة فوق ذلك، فبقي الضريح في سرداب، من أحب النزول له نزل على مدارج ومن أحب زار الضريح الأعلى؛ لأنه مسامت للضريح الذي أسفل السرداب] رحم الله سيدي يوسف بن علي ورضي عنه وأعلى درجته في الدنيا والآخرة

التعليقات

2j0snx

761br9

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة