أنشر المقال

حومة أسول

تعتبر حومة "أَسْوُلْ" من الحومات العريقة بمدينة مراكش، شيد فيها المرابطون أول منازلهم بعد قصر الحجر وهي دار تورزجين بن الحسن حسبما ذكره ابن عذاري المراكشي في كتابه "البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب" على خلاف معروف كما أشرت إليه في المراكشية التي تحدثت عن حومة حارة السورة

وتتواجد بحومة "أَسْوُلْ" أربعة مساجد، وأربعة سقايات، على رأسهم المعلمة التاريخية الشهيرة سقاية "شرب وشوف" التي تم بناؤها في عهد السعديين

تتواجد هذه السقاية العتيقة ب "أمصفح"، على مقربة من حومة "ديور الصابون"، من أشهر وأجمل سقايات الحضرة المراكشية بما تتميز به من زخرفة راقية غنية وأصيلة، ومن خصوصية، حيث أن الآيات والزخارف الموضوعة على خشبها، تطلبت، حسب الخبراء، زمنا طويلا، ودربة خاصة، حيث تم وضعها على أخشاب النخيل المستعصية على النحت، وقد عمد الصناع آنذاك إلى وضع جدوع النخيل المذكور في صهاريج من الخل البلدي، لتتماسك أليافها ويسهل نحتها و وضع النقوش عليه كذا جاء في  الفضائل النفسية والاجتماعية والقيمية لبناء الأسبلة المائية الوقفية الخيرية

كما يشار إلى أن هذا الاسم جاء من خصوصية هذه السقاية إذ أنه عندما يمد شخص ما يديه ليروي عطشه فإن عينيه تنظران في الماء الذي يعكس جمالية السقف فاستمدت صيتها من اسمها الذي انبثق من التوحد بين عذوبة الماء الزلال، وروعة المعمار الخالد ولهذا يطلق عليها "شرب وشوف" أي "اشرب وانظر"، إلا أنها الآن تئن وتحتضر وتشكو إهمالا وهي في حالة مزرية ولله الأمر من قبل ومن بعد

وتجدر الإشارة كذلك إلى أن هذه الحومة كانت تَعج رحابُها بالعلماء فكان السائل إذا احتاج أن يستفتي في أمور دينه، يَقدم إلى هذه الحومة، ويُقال له اسأل، فلهذا سُميت ب "أَسْوُلْ"، كما هو دارج في لهجتنا أَسْوٌُلْ بمعنى اسأل

التعليقات

vv83en

5cp0wt

fuakbk

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة