أنشر المقال

أقدم حومة بمراكش

لما سَمَت هِمةُ يوسف ابن تاشفين المرابطي لبناء مدينة مراكش، شاور أهلَ الحل والعقد في ذلك فأشاروا عليه بموضع يستجيب لمقاصده السامية، فأعطى أوامرَه للشروع في هذا العمل العظيم، وكان رحمه الله يحتزم ويعمل في الطين والبناء بيده مع الخَدَمة تواضعا منه. فابتنى مسجدا وأقام قصرَ الحجر وحَفر آبارا وشرع الناسُ في تشييد الدور شيئا فشيئا وأول حومة تم بناؤها "حارة السورة" حيث تُعتبر من أعرق الحومات وأقدمها بمراكش. ويرجع زمنُ تأسيسِها إلى زمن ما بعد تشييد قصر الحجر على الأرجح وتقع هذه الحومة بين كل من جامع ابن يوسف (حومة أزبزط) وحومة الموقف. وسُميت بحارة السورة نسبة إلى "سورة" التي هي ابنة يوسف بن تاشفين حيث كانت تقطن وبالأخص بدرب الحاج الزاوية الذي كان يضم بيتها وهو من أول البيوتات التي تم بناؤه بمراكش على خلاف بين المؤرخين معروف إذ يحكى أن حومة أَسْوُل أقدم منها وسيأتي الحديث عنها في مراكشية خاصة وقد اختلفوا أيضا في ضبط هذا الاسم، فقيل "سورة" بالسين وقيل بالصاد أي "صورة" ويحكى أنها سميت بالصورة كونها فائقة الجمال والحسن وبهذه الحارة يوجد مسجد جامع مشهور تعاقبت عليه الدول التي حكمت المغرب، يسمى بجامع أبي حسون أو جامع حارة السورة. جاء في السعادة الأبدية أن السلطان أبا حسون الوطاسي أسسه ترغيبا للناس في بقاء دولته لمزاحمة السعديين له، فشيده وحبس عليه أوقافا كثيرة. ثم جدده السلطان الغالب بالله السعدي وزخرفه واعتنى به كعادته، ثم أقيمت فيه صلاة الجمعة في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي كان لابنة السلطان يوسف خادمة يهودية تدعى "اسليمة" وقد سمي درب من دروب الحومة باسمها ومازال إلى الآن. ومن الدروب المتواجدة بها: درب الزنبوع، درب الحاج عمر، درب البابور، درب زمران، درب يا الحبيب، درب البارود وغيرهم

التعليقات

wceltk

009t5l

6h2953

أترك تعليقا









أنشر المقال

إذا لديك سؤال، استفسار أو مشاركة فأرسل لنا رسالة